كشفت دراسة رائدة، نُشرت في JAMA Pediatrics، عن الفعالية الملحوظة لفلوريد ديامين الفضة (SDF) في الوقاية من تسوس الأسنان بين طلاب المدارس الابتدائية. ويؤكد هذا البحث على قدرة SDF على إحداث ثورة في برامج الوقاية من التسوس وعلاجه، مما يوفر بديلاً موفرًا من الناحية الاقتصادية للطرق التقليدية.
أجرت كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك مبادرة CariedAway، وهي أكبر دراسة مدرسية للوقاية من التسوس في البلاد. وقد أثبتت هذه الدراسة فعالية SDF، مما يمهد الطريق لتعزيز الوصول إلى رعاية الأسنان وخفض تكاليف الرعاية الصحية. إن إدراج SDF في برامج الوقاية من التسوس في المدارس لا يؤدي إلى تنويع خيارات العلاج فحسب، بل يؤكد أيضًا على الدور المحوري لمتخصصي الرعاية الصحية، بما في ذلك أخصائيي صحة الأسنان والممرضات المسجلات، في معالجة الأسنان.
يفرض تسوس الأسنان، وهو مرض مزمن منتشر بين الأطفال، تحديات صحية كبيرة منذ فترة طويلة، تتراوح من عدم الراحة إلى مشاكل الأداء الأكاديمي. ردًا على ذلك، دعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى برامج موانع التسرب في المدرسة كإجراء وقائي، مما يوفر طبقة واقية لإحباط التسوس. ومع ذلك، فإن ظهور SDF يقدم بديلا مقنعا، حيث يؤكد الباحثون على انخفاض تكلفته وفعاليته في نفس الوقت.
وقال ريان ريتشارد روف، دكتوراه، ماجستير في الصحة العامة، أستاذ مشارك في علم الأوبئة وتعزيز الصحة في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك والباحث الأول للدراسة: “تؤكد دراستنا من جديد فعالية كل من المواد المانعة للتسرب و SDFفي محاربة التسوس. ويعد SDF بديلا واعدا يمكن أن يعزز الوقاية من التسوس في المدارس – لا ليحل محل نموذج مانع تسرب الأسنان، ولكن كخيار آخر يمنع ويوقف التسوس أيضًا” .
قامت دراسة CariedAway، التي أجراها فريق جامعة نيويورك، بمقارنة أكثر من 4000 طالب من طلاب المرحلة الابتدائية في مدينة نيويورك، وإجراء دراسة شاملة على مدى أربع سنوات لتقييم فعالية SDF والمواد المانعة للتسرب. أظهر البحث انخفاضًا ملحوظًا في حدوث التسوس وتطوره.
من جانبها، أوضحت تاماريندا باري جودين، DDS، MPH، مديرة البرنامج المساعد وطبيب الأسنان المشرف في CariedAway، وعالمة الأبحاث في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أوضحت قائلة: “لقد أظهرت دراستنا أن SDF يمكن أن يمنع حدوث تسوس الأسنان في المقام الأول”. علاوة على ذلك، تسلط الدراسة الضوء على إمكانية الاستفادة من ممرضات المدارس في جهود الوقاية من التسوس، مما يشير إلى دور أوسع للقوى العاملة في التمريض في مبادرات صحة الفم.
وأضافت راف: “قد تكون الممرضات من العناصر غير المستغلة لمعالجة أي خلل في صحة الفم. وتشير نتائجنا إلى أن الممرضات يمكن أن يقدمن هذه الرعاية الوقائية بشكل فعال، الأمر الذي يمكن أن يحسن الاستفادة من هذه الخدمات إلى حد كبير، نظرا لدور ممرضات المدارس وحجم القوى العاملة من الممرضين”. ومستقبلاً، يبشر دمج SDF في برامج صحة الفم المدرسية بالخير في الحد من تسوس الأسنان، مما يؤكد أهمية الأساليب المبتكرة في تدخلات الصحة العامة.